موضوع: أسرار الكعبة ومفتاحها الأحد 17 فبراير 2008, 4:20 pm
مكة – إسلام تايم – وكالات 27/10/2007
تختزن الكعبة في داخلها وحولها أسرار لا يوجد مثلها في الأرض، لا يزيد حجمها عن حجرة مكعبة، ما أن تبلغها حتى يخر القلب خاشعا متضرعا، يلفه السكون، فتكاد لا تسمع خفقاته. تتحول العين إلى نبع للدموع فأنت حينئذ في أحب مكان إلى الله، ينزل إليه سبعون ألفا من الملائكة يطوفون حولها كل يوم وليلة. وللسدانة عدة معاني في معجم اللغة العربية، مثل الأمين والخادم والحاجب تاريخ سدانة ومفتاح الكعبة
وسدانة الكعبة ترجع إلى تاريخ بنائها وتعني القيام بجميع أمورها من فتحها وإغلاقها وتنظيفها وغسلها وكسوتها وإصلاح هذه الكسوة إذا تمزقت واستقبال زوارها وكل ما يتعلق بذلك.
وينتهي نسب سدانة الكعبة المشرفة الحاليين إلى شيبه بن عثمان بن أبي طلحة كبير سدنة بيت الله الحرام، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الشيبي. وآل الشيبي الموجودون في هذا العصر هم من أبناء الشيخ محمد بن زين العابدين رحمه الله تعالى،وهم في محل احترام وإكرام، كما دلت على ذلك الأخبار الواردة في حقهم، ولا يزالون في موضع الإكرام والرعاية عند عموم حكام المسلمين وبالأخص عند كل من تولى خدمة الحرمين الشريفين، ولا يزال وجودهم من معجزات رسول الله- صلى الله عليه وسلم- التي أخبر آمته بها بقوله صلى الله عليه وسلم: "خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم آلت السدانة منذ أيام الجد (قصي) وانتقلت بين أبناء ابنه عبد الدار الذي كان له خمسة أولاد، وكان لا يخرج في رحلة الشتاء والصيف فيعايره إخوانه بسبب ذلك، فسمعهم أبوه قصي فقال: والله لأشرفنك عليهم، فأعطاه سقاية الكعبة والسدانة والرئاسة والندوة والرفادة ولواء الحرب، وعندما جاء إخوانه، قالوا له: إنك أخذت كل الشرف، وما تركت لنا شيئا، فقال: خذوها كلها إلا السدانة والرئاسة حيث كان هو رئيس قريش تفتح الكعبة المشرفة مرتين في السنة لغسلها، ويسمح بدخولها حينئذ لبعض كبار ضيوف الدولة وبعض العلماء والمشايخ، وأيضا القائمون بغسلها تعلق في داخل الكعبة الهدايا، التي قدمت لها، وبعض الموجودات بداخلها ربما تعود إلى ما بعد أن ضربها الحجاج بن يوسف الثقفي بالمنجنيق، يعني تقريبا تعود إلى 1200 سنة، لكن هناك بلا شك أشياء تعود إلى عصور لاحقة، وأشياء أخرى حديثة أسرار الكعبة
حول الكعبة ثلاثة أسرار لا يوجد مثيل لها في الأرض، الحجر الأسود، ومقام إبراهيم، وهما ياقوتتان من يواقيت الجنة، وبئر زمزم وهو نهر من أنهار الجنة، ينبع عينه المتدفق من تحت أعتاب الحجر الأسودعلى يسار باب الكعبة المهيب وبين الملتزم والحجر الأسود إلى الداخل منها، يقع مكان (حطيم السيئات) حيث يتم فيه التضرع بالدعوات، والى اليمين من باب الكعبة على بعد أقل من مترين يرتفع صندوق من الرخام النادر، تحفظ فيه أدوات خدمة البيت وحوائج غسيل الكعبة من دهون الطيب كالعود والورد والعنبر ولفائف من قماش قطني معد للغسيل. في منتصف الكعبة ترتفع ثلاثة أعمدة محاطة بأفخر أنواع الخشب المزخرف .وبين الأعمدة الثلاثة يمتد عمود معدني يكتسي بالفضة الخالصة له خطافات صغيرة معلق فيها هدايا الكعبة من أباريق وشمعدانات وأوان أثرية من الذهب والفضة، تعود بتاريخها إلى ماضٍ بعيد أهداها ملوك وخلفاء وسلاطينفي الجهة الشمالية من الكعبة، على يمين الداخل باب صغير يعرف بباب "التوبة" وهو آية في الصنعة والإتقان، يمتاز بمقاساته العادية المصنوع من أندر قطع الأخشاب المكسوة بصفائح الذهب والفضة المشغولة، ويؤدي باب التوبة إلى درج حلزوني من الزجاج السميك يصل إلى سطح الكعبة. وفي الجدار علقت تسعة ألواح أثرية من الرخام منقوش عليها أسماء الولاة والخلفاء تؤرخ لأعمال تجديد وترميم الكعبة، وكلها مكتوبة بعد القرن السادس للهجرة.وفي الحائط الشرقي وضعت وثيقة بشرف ترميم وتجديد الكعبة، حيث كان آخر ترميم شامل للكعبة في زمن السلطان مراد الرابع من سلاطين آل عثمان سنة 1040 من الهجرة النبوية جوانبها محاطة بالرخام الأبيض، بارتفاع نحو مترين وبرخام ملون ومزركش بنقوش هندسية إسلامية. وما يعلوها مغطى بستارة خاصة من الحرير الأحمر الوردي مشغولة بالنسيج الأبيض على هيئة الشهادتين وبعض أسماء الله الحسنى على شكل رقمي ثمانية [وسبعة متكررة بخط الثلث العربي البديع تغيير كسوة الكعبة استعدادا لاستقبال الحجاج
[في كل منتصف شهر ذي القعدة تقريبا تغير كسوة الكعبة المشرفة القديمة، ويتم استبدالها بالثوب الجديد استعدادا لاستقبال الحجاج في صباح اليوم التالي الذي يوافق عيد الأضحى، حيث يتسلم كبير السدنة في حفل سنوي الثوب الجديد من الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ،حيث يقوم المشاركون في عملية استبدال الكسوة عبر سلم كهربائي بتثبيت قطع الثوب الجديد على واجهات الكعبة الأربعة على التوالي فوق الثوب القديم.[/ أصعب مراحل تغيير الكسوة
[أصعب مراحل عملية تغير الكسوة، تركيب ستارة باب الكعبة المشرفة حيث تكون آخر قطعة يتم تركيبها . فبعد الانتهاء منها، تتم عملية رفع ثوب الكعبة المبطن بقطع متينة من القماش الأبيض، ويرفع ثوب الكعبة لكي لا يقوم بعض الحجاج والمعتمرين بقطع الثوب بالأمواس والمقصات الحادة للحصول على قطع صغيرة طلبا للبركة والذكرى.[/]
ويتم تسليم الثوب القديم بجميع متعلقاته للحكومة السعودية التي تتولى عملية تقسيمه كقطع صغيرة، وفق اعتبارات معينة لتقديمه كإهداء لكبار الضيوف والمسؤولين وعدد من المؤسسات الدينية والهيئات العالمية والسفارات السعودية في الخارج./ويستهلك الثوب الواحد للكعبة نحو 670 كيلو جراما من الحرير الطبيعي و150 كيلو جراما من سلك الذهب والفضة، ويبلغ مسطحه الإجمالي 658 مترا مربعا ويتكون من 47 لفة، طول الواحدة 14 مترا وبعرض 95 سنتيمترا. ويكلف الثوب الواحد نحو 17 مليون ريال سعودي